للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جميع عساكره بالسلاح وآلة الحرب فى يوم الأربعاء سادس شهر ربيع الأوّل، فلم يثبت سودون طاز، ورحل بمن معه وهم نحو الخمسمائة من المماليك السلطانية ومماليكه، وقد ظهر الأمير قانى باى العلائى ولحق به من نحو عشرة أيام، وصار من حزبه، فتبعه السلطان بعساكره وهو يظن أنه توجه إلى بلبيس.

وكان سودون عند ما وصل إلى سرياقوس نزل من الخليج ومضى إلى جهة القاهرة وعبر من باب «١» البحر بالمقس، وتوجّه إلى الميدان، وهجم قانى باى العلائى فى عدّة كبيرة على الرّميلة «٢» تحت القلعة ليأخذ باب السلسلة، فلم يقدر على ذلك، ومر السلطان الملك الناصر وهو سائق على طريق بلبيس، وتفرّقت عنه العساكر وتاهوا فى عدّة طرق.

وبينما السلطان فى ذلك بلغه أن سودون طاز توجه إلى نحو القاهرة وهو يحاصر قلعة الجبل، فرجع بأمرائه مسرعا يربد القلعة حتى وصل إليها بعد العصر، وقد بلغ منه ومن عساكره التعب مبلغا عظيما، ونزل السلطان بالمقعد المطلّ على الرّميلة من الإسطبل بباب السلسلة، وندب الأمراء والمماليك لقتال سودون طاز، فقاتلوه فى الأزقّة طعنا بالرّماح ساعة فلم يثبت، وانهزم بمن معه، وقد جرح من الفريقين جماعة كثيرة، وحال الليل بينهم، وتفرّق أصحاب سودون طاز عنه، وتوجّه كلّ واحد إلى داره، وبات السلطان ومن معه على تخوّف، وأصبح من الغد فلم يظهر لسودون طاز ولا قانى باى خبر، ودام ذلك إلى الليل، فلم يشعر الأمير يشبك وهو جالس بداره بعد عشاء الآخرة إلا وسودون طاز دخل عليه فى ثلاثة