عماد الدين هذا عن القضاء برغبة منه، وولى مشيخة الصلاحية «١» بالقدس الشّريف إلى أن مات به.
وتوفّى الأمير سيف الدين أرغون شاه بن عبد الله الإبراهيمىّ الظّاهرىّ- يرقوق- نائب حلب بها، فى ليلة خامس عشرين صفر، وكان من أخصّاء مماليك الملك الظّاهر برقوق؛ رقّاه إلى أن ولّاه نيابة صفد «٢» ، ثم طرابلس، ثم تقله إلى نيابة حلب بعد عزل الوالد عنها فى سنة ثمانمائة، فدام بها إلى أن مات، وكان أميرا عاقلا ساكنا، مشكور السيرة، وتولّى بعده نيابة حلب الأمير آقبغا الجمالى الأطروش.
وتوفّى الأمير زين الدين أمير حاج بن مغلطاى، أحد الأمراء بالدّيار المصريّة.
فى شهر ربيع الأول، وكان له رياسة ووجاهة.
وتوفّى الشيخ الإمام العلّامة قنبر بن محمد العجمىّ السّيرامىّ «٣» الشافعى، العالم المشهور بالقاهرة، فى شعبان، وكان قدومه إليها من بلاد العجم فى حدود سنة سبع وثمانين وسبعمائة، ونزل بجامع الأزهر، وكان متفنّنا فى عدّة فنون من العلوم، درّس، واشتغل، وانتفع به الطلبة، وكان تاركا للدّنيا، متقشّفا فى ملبسه، قد قنع بجبّة من لبد «٤» ، وطاقيّة من لبد- صيفا وشتاء- وقال العينىّ بعدما أثنى على علمه: وكان يميل إلى سماع المغانى واللهو والرقص، وكان يتّهم بالمسح على رجليه من غير خفّ «٥» - انتهى.