طرابلس. وكان يونس أيضا من كبار المماليك الظاهرية وأمرائها. وقد ولى نيابة صفد وحماة وطرابلس. إلا أنه كان ظالما جبارا متكبرا، سفا كاللدماء، قتل بطرابلس من القضاة والعلماء والأعيان خلائق لا تدخل تحت حصر، وقد مر ذكر هذه الوقائع كلّها فى أوائل ترجمة الملك الناصر فرج الأولى، فلينظر هناك.
وتوفّى قاضى القضاة مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علىّ [بن موسى]«١» قاضى قضاة الحنفيّة بالديار المصريّة- وهو معزول- فى خامس جمادى الأولى، وكان فقيها مفتنّا فاضلا، أفتى ودرّس سنين بحلب وغيرها، إلى أن طلب إلى مصر، وولّى القضاء بها، إلى أن عزل لثقل بدنه من السّمن، وقلّة حركته؛ فإنّه كان إذا طلع للسلام على السلطان وجلس عنده لا يستطيع القيام إلّا بعد جهد من السّمن.
وتوفّى قاضى القضاة برهان الدين إبراهيم ابن قاضى القضاة ناصر الدين نصر الله بن أحمد بن محمّد بن أبى الفتح الحنبلىّ «٢» ، قاضى قضاة الديار المصريّة بها- وهو قاض- فى ثامن شهر ربيع الأوّل، وتولّى القضاء بعده أخوه موفّق الدين أحمد.
وتوفّى المعلّم شهاب الدين أحمد بن محمّد الطولونىّ المهندس، بطريق مكّة فى صفر، وقد توّجه لعمارة المناهل «٣» بطريق الحجاز.
وتوفّى شيخ شيوخ خانقاة «٤» سرياقوس جلال الدين أبو العبّاس أحمد ابن شيخ الشيوخ نظام الدين إسحاق بن عامر الأصبهانىّ الحنفىّ «٥» ، بخانقاة سرياقوسن، فى خامس عشر شهر ربيع الآخر.