- أمير مجلس- يعوده فى مرضه، ثمّ طلع إلى القلعة، ولم يعتب السّلطان على الوالد فى أمر شيخ، ولا فاتحه الوالد فى أمره حتى قال الوالد لبعض مماليكه:
كأن السلطان عذر الأمير شيخا فيما وقع منه- والله أعلم.
وفى هذه الأيّام، تناولت جمال الدين وحواشيه العقوبات، وأخذوا له عدّة ذخائر من الأموال، وما استهلّ جمادى الآخرة حتى كان مجموع ما أخذ منه من الذّهب العين المصرىّ تسعمائة ألف دينار وأربعة وستّين ألف دينار، وهو إلى الآن تحت العقوبة والمصادرة.
ثمّ ورد الخبر على السلطان من البلاد الشامية، من دمرداش نائب حلب، بأنّ الأمير نوروزا الحافظىّ قدم إلى حلب، ومعه يشبك بن أزدمر وغيره، وأنّ الأمير دمرداش المحمّدى نائب حلب تلقّاه وأكرمه وحلّفه للسلطان، ثمّ كتب يعلم السلطان بذلك، ويسأله أن يعيده إلى نيابة دمشق، وأن يولّى يشبك بن أزدمر نيابة طرابلس، وأن يولّى ابن أخيه [تغرى بردى]«١» المعروف بسيّدى الصغير نيابة حماة، فأجاب السّلطان إلى ذلك، وأرسل الأمير مقبلا الرّومىّ فى البحر إلى نوروز المذكور وعلى يده التّقليد والتّشريف بنيابة الشّام، فوصل إليه مقبل الرومىّ المذكور فى رابع شعبان، فلبس نوروز التشريف، وقبل الأرض، وجدّد اليمين للسّلطان بالطّاعة على كلّ حال، وعدم المخالفة، ولما بلغ شيخا ذلك فرّ منه جماعة من الأمراء وأتوا إلى الأمير نوروز، منهم: تمربغا العلائىّ المشطوب، وجانم من حسن شاه نائب حماة، وسودون الجلب. وجانبك القرمىّ وبردبك حاجب حلب، فلمّا وقع ذلك أرسل الأمير شيخ إلى السلطان الملك الناصر إمام الصّخرة «٢»