للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القرافة، فتقنطر من عليه، فلم يستطع النهوض ثانيا؛ لعظم روعه وسرعة حركته، فأركبه بعض أمراء آخوريته- يقال إنه الأمير جلبّان الأمير آخور، الذي كان ولى نيابة الشام فى دولة الملك الظاهر جقمق إلى أن مات فى دولة الملك الاشرف إينال فى سنة ثمان وخمسين وثمانمائة- وركب شيخ ولحق بأصحابه، فمرّوا على وجوههم على جرائد الخيل، وتركوا ما أخذوه من القاهرة، وأيضا ما كان معهم، وساروا على أقبح وجه بعد أن قبض عسكر السّلطان على جماعة من أصحاب شيخ، مثل الأمير قرايشبك- قريب نوروز- وبردبك رأس نوبة نوروز؛ لأنّ نوروزا ثبت قليلا بالرّميلة بعد فرار الأمير شيخ، وعلى برسباى الطّقطائىّ أمير جاندار، وثمانية وعشرين فارسا، وجرح جماعة كبيرة، منهم السيفىّ يشبك السّاقىّ الظاهرىّ- الذي ولّى فى الدولة الأشرفية [برسباى] «١» الأتابكية- ومن هذا الجرح صار أعرج بعد أن أشرف على الموت «٢» .

ودخل الأمير بكتمر جلّق بعساكره، وأرسل الامير سودون الحمصىّ فاعتقل جميع من أمسك من الشّاميين، وأخذ يتتبّع من بقى من الشّامية بالقاهرة، ثمّ نادى فى الوقت بالأمان، ثمّ أخذت عساكره يقتلون فى الشاميّين، ويأسرون وينهبون إلى طمّوه «٣» ، وألزم بكتمر جلّق والى القاهرة بمسك الزّعر الذين قاموا مع الشّاميين، فأبادهم الوالى، وقطع أيدى جماعة كبيرة، وحبس جماعة أخر بعد ضربهم بالمقارع، وأخذ الامير بكتمر جلّق فى تمهيد أحوال الديار المصرية، وقدم عليه الخبر فى ليلة الأربعاء حادى عشر من شهر رمضان المذكور بأنّ شيخا