ابن الطّبلاوىّ المذكور وقع بينه وبينها اجتماع، وظهر له قرائن تدلّ على ذلك، منها أنّه وجد لها خاتم عنده.
فأرسل السّلطان خلفها، فلبست أفخر ثيابها ظنّا منها أنّ السّلطان يريد يعيدها لعصمته. قالت أختى خوند فاطمة: وكان السّلطان جالسا عندى بالقاعة، فلمّا قيل له جاءت خوند بنت صرق نهض من وقته وخرج إلى الدّهليز، وجلس به على مسطبة.
قالت: فخرجت خلفه ولا علم لى بقصده، فجاءت بنت صرق وقبّلت يده، فقال لها: يا قحبة، مراكيب الملوك تركبها البلّاصية؟!
وقبل أن تتكلم ضربها بالنّمجاة «١» قطع أصابعها- وكانت مقمعة بالحناء- فصاحت وهربت، فقام خلفها وضربها ضربة ثانية قطع من كتفها قطعة، وصارت تجرى وهو خلفها- وقد اجتمع جميع الخوندات عندى بالقاعة للسّلام على بنت صرق المذكورة- ولا زال يضربها بالنّمجاة وهى تجرى إلى أن دخلت المستراح، فتمّم قتلها فى صحن المستراح، ثمّ قطع رأسها وأخذها بدبّوقتها «٢» - وفى آذانها الحلق البلخش «٣» الهائلة- وخرج إلى قاعة الدّهيشة «٤» ، ووضعها بين يديه وغطّاها بفوطة، ثمّ طلب ابن الطبلاوىّ المقدّم ذكره وأجلسه وكشف له عن الفوطة، وقال له: تعرف هذه الرأس؟ فأطرق.