والمدافع الكبار؛ وجعل بين كلّ شرفتين من شرفات «١» سور المدينة جنويّة «٢» ؛ ومن ورائها الرّماة بالسّهام الخلنج «٣» ، والأسهم الخطائية، ونصب على كلّ برج من أبراج السور شيطانيا «٤» يرمى به الحجارة.
وأتقن تحصين القلعة بحيث إنه لم يبق سبيل للتوصّل إليها بوجه من الوجوه.
ثمّ خلع على نكباى الحاجب بنيابة حماة، ثمّ ركب قاضى القضاة جلال الدين البلقينى، ومعه بقيّة قضاة مصر ودمشق؛ وجماعة من أرباب الدّولة، ونودى بين أيديهم عن لسان السلطان أنه قد أبطل المكوس، وأزال المظالم فادعوا له؛ فعظم ميل الشّاميّين إليه وتعصبوا له، وصار غالبهم من حزبه، وغنّوا عن لسانه:
أنا سلطان ابن سلطان وأنت يا شيخ أمير وأكثروا من الدّعاء له والوقيعة فى شيخ ونوروز، ووعدوه القتال معه حتى الممات.
واستمرّ ذلك إلى بكرة يوم السّبت ثامن عشر المحرّم، فنزل الأمراء على قبة يلبغا خارج دمشق، فندب السّلطان عسكرا فتوجّهوا إلى القبيبات «٥»