للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوفّى الأديب الفاضل البارع المفتن أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن أبى الوفاء «١» الشاذلىّ المالكىّ- غريقا ببحر النّيل بين الروضة ومصر- فى يوم تاسوعاء، وغرق معه جمال الدّين [ابن قاضى القضاة ناصر الدّين أحمد] «٢» ابن التّنسىّ المالكىّ، ومات أبو الفضل المذكور وهو فى عنفوان شبيبته، وكان شاعرا بارعا بليغا، وهو أشعر بنى الوفاء بلا مدافعة، وله ديوان شعر، وشعره فى غاية الحسن.

ومن شعره، وهو من اختراعاته البديعة- رحمه الله تعالى وعفا عنه:

على وجنتيه جنّة ذات بهجة ... ترى لعيون النّاس فيها تزاحما

حمى ورد خدّيه حماة عذاره ... فيا حسن ريحان الخدود حمى حمى

وله مضمّنا: [الوافر]

وخلّ سمته صفعا بمال ... فقال توازعوه يا صحابى

إذا الحمل الثّقيل توازعته ... أكفّ القوم هان على الرّقاب

وله فى مزيّن [المجتثّ]

حبّى المزيّن وافى ... بعد البعاد بنشطه

وفشّ دمّل قلبى ... بكاس راح وبطّه

وله، وهو فى غاية الحسن والظرف [الرمل]

عبدك الصّبّ المعنّى ... عرف الفقر وذاقه

فلكم فاخر محتا ... جاشكى فقرا وفاقه