الثلاثاء أوّل شهر رمضان من سنة خمس عشرة وثمانمائة، وكان الذي قدم صحبة طرباى من عند الأمير نوروز إلى القاهرة الأمير بكتمر السّيفىّ تغرى بردى، أعنى أحد مماليك الوالد، وكان من جملة أمراء الطّبلخانات بدمشق، وكان قبل خروجه من دمشق أوصاه الأمير نوروز أنه لا يقبّل الأرض بين يدى الملك المؤيّد، فلما وصل إلى الديار المصريّة وحضر بين يدى السّلطان أمره أرباب الدّولة بتقبيل الأرض فأبى «١» وقال: مرسلى أمرنى بعدم تقبيل الأرض، فاستشاط الملك المؤيّد غضبا وكاد أن يأمر بضرب رقبته حتى شفع فيه من حضر من الأمراء، ثم قبّل الأرض.
ثمّ فى سابع عشر شهر رمضان المذكور أرسل الملك المؤيّد الشيخ شرف الدين ابن التّبّانى الحنفىّ رسولا إلى الأمير نوروز ليترضّاه، ويكلّمه فى الطّاعة له وعدم المخالفة، وسافر ابن التّبّانىّ إلى جهة الشام.
ثم فى تاسع شوّال أمسك السلطان الملك المؤيد شيخ الأمير سودون المحمدى المعروف بتلّى «٢» أى مجنون، وقيّده وأرسله إلى سجن الإسكندرية، ثم أمسك فتح الله كاتب السّرّ «٣» ، واحتاط على موجوده وصادره، فضرب فتح الله المذكور وعوقب أشدّ عقوبة حتى تقرّر عليه خمسون ألف دينار.
ثم فى ثالث عشر شوّال استقرّ القاضى ناصر الدين بن البارزىّ فى كتابه السّرّ الشريف بالديار المصرية عوضا عن فتح الله المذكور.
هذا، والأمير نوروز قد استدعى جميع النّوّاب بالبلاد الشاميّة فحضر إليه الأمير