ودام السلطان هناك إلى يوم سلخ شعبان ركب من الخانقاه بخواصّه، وسار حتى نزل بالرّيدانية تجاه مسجد التّبن «١» ، وبات حتى أصبح فى يوم الخميس أول شهر رمضان ركب وسار إلى القلعة حتى طلع إليها، فكان لقدومه القاهرة يوما مشهودا، ودقت البشائر لوصوله.
وعندما استقرّ به الجلوس انتقض عليه ألم رجليه من ضربان المفاصل، ولزم الفراش وانقطع بداخل الدّور السلطانية من القلعة، ثم أخرج السلطان فى ثامن شهر رمضان الأمير جرباش كبّشة بطّالا إلى القدس الشريف، ورسم أيضا بإخراج الأمير أرغون من بشبغا أمير آخور- كان- فى الدولة الناصرية إلى القدس بطالا، ثم خلع السلطان على الأمير ألطنبغا العثمانى باستقراره أتابك العساكر بالديار المصرية بعد موت الأمير يلبغا الناصرى.
ثم نصل السلطان من مرضه، وركب من قلعة الجبل يوم عاشر شهر رمضان، وشقّ القاهرة، ثم عاد إلى القلعة، ورسم بهدم الزّينة- وكان ركوبه لرؤيتها- فهدمت.
ثم فى ثانى عشرة أمسك الأمير قجق الشّعبانى حاجب الحجاب، والأمير بيبغا المظفّرى، والأمير تمان تمر أرق، وقيّدوا وحملوا إلى ثغر الإسكندرية فحبسوا بها، والثلاثة جنسهم تتر، ومسفّرهم الأمير صوماى الحسنىّ، وبعد أن توجّه بهم صوماى المذكور إلى الإسكندرية كتب باستقراره فى نيابتها، وعزل بدر الدين بن محب الدين عنها.
ثم خلع السلطان على سودون القاضى باستقراره حاجب الحجّاب بديار مصر عوضا