للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذى الحجّة بالقاهرة، عن اثنتين وتسعين سنة، وزقّاعه «١» - بضم الزاى المعجمة وفتح القاف وتشديدها وبعد الألف عين مهملة مفتوحة وهاء ساكنة- وكان إماما عارفا بفنون كثيرة، لا سيّما علم النجوم، والأعشاب، وله نظم كثير، وكانت له وجاهة عند الملوك، بحيث إنه كان يجلس فوق القضاة، ومن شعره أنشدنا قاضى القضاة جمال الدين محمد أبو السعادات بن ظهيرة قاضى مكّة من لفظه قال: أنشدنى الإمام العلّامة برهان الدين إبراهيم بن زقّاعة من لفظه لنفسه: [الوافر]

رأى عقلى ولبّى فيه حارا ... فأضرم فى صميم القلب نارا

وخلّانى أبيت اللّيل ملقى ... على الأعتاب أحسبه نهارا

إذا لام العواذل فيه جهلا ... أصفه لهم فينقلبوا حيارى

وإن ذكروا السّلوّ يقول قلبى ... تصامم عن أباطيل النّصارى

وما علم العواذل أنّ صبرى ... وسلوانى قد ارتحلا وسارا

فيا لله من وجد تولّى ... على قلبى فأعدمه القرارا

ومن حبّ تقادم فيه عهدى ... فأورثنى عناء وانكسارا

قضيت هواكمو عشرين عاما ... وعشرينا ترادفها استتارا

فنمّ الدّمع من عينى فأبدى ... سرائر سرّ ما أخفى جهارا

إذا ما نسمة البانات مرّت ... على نجد وصافحت العرارا

وصافحت الخزام وعنظوانا ... وشيحا ثمّ قبّلت الجدارا «٢»