برقوق وطلب منه أن يرسل يطلب أخاه من دقماق، فرسم السلطان بذلك، وكتب لدقماق مرسوما شريفا «١» بإحضار طيبرس المذكور، وقبل أن يخرج القاصد إلى دقماق وقف الأمير على باى الظاهرىّ الخازندار صاحب الوقعة أيضا، إلى السلطان وذكر له أن أخته أيضا عند الأمير دقماق، فكتب السلطان بإحضارها أيضا، وسار البريدىّ من مصر إلى دقماق بذلك، فامتثل دقماق المرسوم الشّريف، وأراد إرسال طيبرس المذكور، فقال له دواداره:«٢»[ما تريد تفعل؟ فقال: أرسل المملوك الذي طلبه أستاذى إليه، فقال دواداره]«٣» : لا يمكن إرساله وحده، جهّز معه عدّة مماليك وتقدمة هائلة، وأبعث بالمطلوب فى ضمنها، فأعجب دقماق ذلك وجهّز نحو ثمانية عشر مملوكا صحبة طيبرس المذكور من جملتهم برسباى هذا وتمراز القرمشىّ أمير سلاح، وأشياء أخر من أنواع الفزو والقماش والخيل والجمال، ثمّ اعتذر دقماق عن إرسال الجارية أنها حامل منه، والجارية هى السّت أردباى أمّ ولد دقماق، وزوجة الأمير تمراز القرمشىّ أمير سلاح فى دولة الملك الظّاهر جقمق المتوفى سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وتوفّيت هى أيضا بعده بأيّام، وكلاهما بالطّاعون. فسار البريدىّ بالمماليك والتقدمة من ملطية إلى الديار المصرية، فوصلها بعد موت الأمير تنبك اليحياوىّ المذكور، وقد استقرّ عوضه فى الأمير آخوريّة الأمير نوروز الحافظىّ، فقبل الملك الظاهر [برقوق]«٤» التقدمة، وفرّق المماليك على الأطباق، فوقع برسباى هذا بطبقة الزّمّاميّة إنيا للأمير چاركس القاسمىّ المصارع، وتمراز القرمشى إنيا ليلبغا النّاصرىّ، فدام برسباى بالطبقة مدّة يسيرة وأعتقه السلطان، وأخرج له خيلا فى عدّة كبيرة من المماليك السلطانية.
وسبب سياقنا لهذه الحكاية أن قاضى القضاة شهاب الدين بن حجر رحمه الله نسبه أنه عتيق دقماق، وليس الأمر على ما نقله، وهو معذور فيما نقله لبعده عن معرفة اللغة