وفيه أيضا خلع السلطان على كريم الدين عبد الكريم ابن الوزير تاج الدين عبد الرزاق بن كاتب المناخ باستقراره وزيرا وذلك فى حياة والده، حكى الصاحب كريم الدين قال: دخلت بخلعة الوزارة على والدى فقال لى: يا عبد الكريم أنا ولّيت هذه الوظيفة ومعى خمسون ألف دينار ذهبت فيها ولم أسد، تسد أنت من أين؟ قال فقلت: من أضلاع المسلمين، فضحك وحوّل وجهه عنى.
ثم فى يوم الخميس أوّل ذى القعدة قدم إلى القاهرة جماعة من إخوة السلطان وأقاربه من بلاد الچاركس بعد أن خرج الأمراء إلى لقائهم، وكبير القوم يشبك أخو السلطان الملك الأشرف.
وفيه خرج من القاهرة الأمير قجق العيساوىّ أمير سلاح، والأمير أركماس الظاهرى أحد مقدّمى الألوف، وزين الدين عبد الباسط بن خليل ناظر الجيش إلى مكة «١» على الرّواحل حاجّين.
ثم فى سادس عشر ذى القعدة [المذكورة]«٢» قدم الأمير جانى بك الأشرفىّ الخازندار من الشّام بعد تقليد نائبها الأمير تنبك البجاسىّ فخلع السلطان عليه باستقراره دوادارا «٣» ثانيا عوضا عن الأمير قرقماس الشّعبانى النّاصرى فرج بحكم استقراره أمير مائة ومقدّم ألف وتوجّهه أمير مكّة، ومن يومئذ عظم أمر جانى بك المذكور فى الدّولة حتى صار هو صاحب عقدها وحلّها، ونال من السعادة والوجاهة والحرمة فى الدّولة ما لم ينله دوادار فى عصره ولا من بعده إلى يومنا هذا.
وفى هذه الأيام اشتدّ طلب السلطان على جانى بك الصّوفىّ، وقبض على بعض المماليك بسببه، وعوقب بعضهم حتى هلك، ثم أمسك السلطان أصهار جانى بك الصّوفى