للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسبعين ومائة، وخرج الرشيد وودعه قال له الرشيد: هل من حاجة؟ قال: نعم بيني وبينك بيت ابن الدّمينة حيث يقول:

فكوني «١» على الواشين لداء شغبة ... كما أنا للواشي ألد شغوب

فسكت الرشيد عن أمره حتى نقل عنه أنه يريد الخلافة فعزله عن دمشق في سنة ثمان وسبعين «٢» ومائة، وكانت إقامته عليها أقل من سنة؛ وأظن أن في تلك الأيام أضيف إليه إمرة مصر، ثم أقدمه الرشيد إلى بغداد وكان قبل ذلك كتب الى الرشيد يقول:

أخلاي بي شجو وليس بكم شجو ... وكل امرئ من شجو صاحبه خلو

من أي نواحي الأرض أبغي رضاكم ... وأنتم أناس ما لمرضاتكم «٣» نحو

فلا حسن نأتي به تقبلونه ... ولا إن أسأنا كان عندكم عفو

فقال الرشيد: والله لئن أنشأها لقد أحسن، ولئن رواها كان أحسن.

وولي عبد الملك هذا الجزيرة مرتين وغزا الصائفة في سنة ثلاث وسبعين ومائة، وغرا الروم سنة خمس وسبعين ومائة، فأخذ سبعة آلاف رأس من الروم. ومات للرشيد ولد وولد له ولد في ليلة واحدة فدخل عليه عبد الملك هذا فقال: