أهل زمانه، وصنف فيها كتابه الكبير الذي لم يصنف مثله، وفي سنة وفاة سيبويه أقوال كثيرة، وقيل: إن مدة عمره كانت اثنتين وثلاثين سنة، وقيل: بل أزيد من أربعين سنة. وفيها توفي عافية بن يزيد بن قيس الكوفىّ الأودىّ «١» ، كان من أصحاب أبي حنيفة الذين يجالسونه ثم ولي القضاء، وكان فقيهاً ديناً صالحاً. وفيها توفي المبارك بن سعيد بن مسروق أخو سفيان الثورىّ، وكنيته أبو عبد الرحمن، ولد بالكوفة وسكن بغداد، وكان ثقة ديناً كف بصره بأخره «٢» . وفيها توفي هشام بن عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي الهاشمي أمير الأندلس، وليها في سنة ثلاث وسبعين ومائة بعد وفاة أبيه، فكانت مدة ملكه بالأندلس سبع سنين وأياما، ومات في صغره وله تسع وثلاثون سنة. وقد تقدم التعريف به «٣» : أن عبد الرحمن الداخل دخل المغرب جافلاً من بني العباس وملكه وسمي بالداخل.
الذين ذكر الذهبي وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفي إسماعيل بن جعفر المدني، وبشر بن منصور السليمي الواعظ، وحفص بن سليمان المقرئ، ورابعة العدوية،. قلت: وقد تقدمت وفاتها في قول غير الذهبي. قال: وصدقة بن خالد الدمشقي بخلف، وعبد الوارث بن سعيد التنوري؛ وعبيد «٤» الله بن عمرو الرقىّ، والمبارك ابن سعيد الثوري، وفضيل «٥» بن سليمان بخلف، ومحمد بن الفضل بن عطية البخاري،