للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم فى يوم الخميس سابع شهر ربيع الآخر من سنة خمس وثلاثين وثمانمائة المذكورة نزل عدّة من المماليك الجلبان من الأطباق إلى بيت الصاحب كريم الدين بن كاتب المناخ- وهو يومئذ وزير وأستادار- يريدون الفتك به، وكان علم من الليل، فتغيّب واستعدّ وهرب من بيته، فلم يظفروا به ولا بشىء فى داره، فعادوا بعد أن أفسدوا فيما حوله من بيوت جيرانه، وكان لهم من أيام الطاعون قد كفّوا عن هذه الفعلة، فبلغ السلطان نزولهم فغضب وأخذ فى الدّعاء عليهم أيضا بالفناء والوباء، حتى قال له التّاج الوالى بعد أن زال ما عنده: وسّط هؤلاء المعرّصين ولا تدع بعود الطاعون على المسلمين، فقال له السلطان: يجوز قتل المسلم بغير استحقاق؟ فقال التاج: وهؤلاء مسلمون؟ فقال السلطان: نعم، فقال التاج: والله ما هو صحيح، فضحك السلطان وأمر به فلكموه الخاصّكيّة لكما مزعجا، فقال: انظر صدق مقالتى، هذا فعل مسلم بمسلم؟

انتهى.

ثم أصبح الصاحب كريم الدين استعفى من وظيفة الأستادارية فأعفاه السلطان، واستدعى الصاحب بدر الدين حسن بن نصر الله فى يوم السبت ثالث عشرين شهر ربيع الآخر [المذكور] «١» وأخلع عليه باستقراره أستادارا عوضا عن الصاحب كريم الدين بعد انقطاع ابن نصر الله فى بيته عدّة سنين، وهذه ولاية ابن نصر الله الثانية لوظيفة الأستادارية.

ثم فى يوم الثلاثاء خامس عشرين جمادى الأولى ركب السلطان من القلعة بغير قماش الموكب ونزل إلى بيت زين الدين عبد الباسط ناظر الجيش، ثم ركب من بيت عبد الباسط إلى بيت القاضى سعد الدين إبراهيم بن كاتب جكم ناظر الخواصّ فجلس عنده أيضا قليلا، ثم ركب وعاد إلى القلعة، فلما كان يوم سادس عشرينه حمل عبد الباسط وسعد الدين ناظر الحاص تقادم جليلة إلى السلطان، بسبب نزوله إليهما.