ألطنبغا المرقبىّ حاجب الحجاب- كان- فى الدولة المؤيدية [شيخ]«١» بالتوجّه إلى القدس، ثم رسم له أن يتوجّه صحبة السلطان إلى السّفر فسافر فى ركاب السلطان، وهو يوم ذاك من جملة أمراء العشرات، ثم رسم السلطان بإخراج الأمير أيتمش الخضرى الظاهرى المعزول عن الأستادارية قبل تاريخه إلى القدس، فخرج إليه، ومنع السلطان من بقى من أولاد الملوك من الأسياد من ذرّيّة الملك الناصر محمد بن قلاوون وغيره من سكنى القلعة وطلوعها فى غيبة السلطان، وأخرجوا من دورهم فيها، وكانوا لمّا منعوا من سنين من سكن القلعة، ورسم لهم الملك الأشرف بالنزول منها والركوب حيث شاءوا، سكن أكثرهم بالقاهرة وظواهرها، فذلّوا بعد عزّهم، وتهتّكوا بعد تحجّبهم، وبقى من أعيانهم طائفة مقيمة بالقلعة، وتنزل إلى القاهرة فى حاجاتهم ثم تعود إلى دورهم، فلما كان سفر السلطان فى هذه السنة أخرجوا الجميع منها ومنعوا من سكنى القلعة، فنزلوا وتفرّقوا بالأماكن بالقاهرة.
والعجب أن الملك الناصر محمد بن قلاوون كان فعل ذلك بأولاد الملوك من بنى أيّوب، فجوزى فى ذرّيته، وكان الملك الكامل محمد ابن [الملك]«٢» العادل أبى بكر بن أيوب فعل ذلك بأولاد الخلفاء الفاطميين، فكل واحد من هؤلاء جوزى فى أولاده بمثل فعله، ووقع ذلك لابن الملك الأشرف ولغيره، ولا يظلم ربّك أحدا.
ثم فى يوم سابع عشره خلع السلطان على دولات خجا الظاهرىّ بإعادته إلى ولاية القاهرة عوضا عن التّاج بن سيفه الشّوبكىّ بحكم سفره مع السلطان مهمندارا وأستادار الصّحبة، هذا وقد ترشّح الأمير آقبغا التّمرازى أمير مجلس لإقامته بالقاهرة فى غيبة السلطان، وترشّح الأمير حسين بن أحمد المدعو تغرى برمش البهسنىّ للإقامة بباب السّلسلة فى غيبة السلطان حسبما يأتى ذكره.