ولنذكر أمر البرامكة هنا وإن كان ذلك غير ما نحن بصدده غير أنه في الجملة خبر يشتاقه الشخص فنقول على سبيل الاختصار من عدة أقاويل:
كان من جملة أسباب القبض على جعفر أن الرشيد كان لا يصبر عن جعفر وعن أخته عباسة بنت المهدي، فقال لجعفر: أزوجها لك ليحل لك النظر إليها ولا تقربها؛ فقال: نعم، فزوجها منه، وكانا يحضران معه ويقوم الرشيد عنهما، فجامعها جعفر فحملت منه وولدت غلاماً، فخافت الرشيد فسيرت الولد مع حواضن إلى مكة ثم وقع بين العباسة وبعض جواريها [شر «١» ] ، فأنهت الجارية أمرها إلى الرشيد، وقيل: الذي أنهته زبيدة لبغضها لجعفر.
وقيل في قتله سبب آخر وهو أن الرشيد دفع إليه عدوه يحيى بن عبد الله العلوي فحبسه جعفر ثم دعا به وسأله عن أمره فقال له: اتق الله في أمري، فرق له جعفر وأطلقه ووجه معه من أوصله الى بلاده؛ فنم على جعفر الفضل بن الربيع إلى الرشيد وأعلمه القصة من عين كانت للفضل على جعفر، فطلب الرشيد جعفراً على الطعام وصار يلقمه ويحدثه عن يحيى بن عبد الله، وجعفر يقول: هو بحاله في الحبس؛ فقال: بحياتي، ففطن جعفر وقال: لا وحياتك، وقص عليه أمره، فقال الرشيد: نعم ما فعلت! ما عدوت ما في نفسي! فلما قام عنه قال: قتلني الله إن لم أقتلك. وقيل غير ذلك، وهو أن جعفراً ابتنى داراً غرم عليها عشرين ألف ألف درهم؛ فقيل للرشيد: هذه غرامته على دار فما ظنك بنفقاته! وقيل: إن يحيى بن خالد لما حج تعلق بأستار الكعبة وقال: اللهم إن كان رضاك أن تسلبني نعمك فاسلبني، اللهم إن كان رضاك أن تسلبني مالي وأهلي وولدي فاسلبني إلا