الخلعة، وكانت كامليّة مخمل كفوىّ «١» بمقلب سمّور، وفوقانيّا «٢» بوجهين أحمر وأخضر «٣» ، بطراز عريض إلى الغاية. ثم قدم له الفرس صحبة الأوجاقى «٤» ، فقام إليه «٥» ، فأمره القاضى شرف الدين بتقبيل حافر الفرس، فامتنع من ذلك قليلا، ثم أجاب بعد أن قال:«والله إن هذه عادة تعيسة» ، أو معنى ذلك.
ثم أخذ «٦» فى الكلام مع القاضى شرف الدين، فأخذ القاضى «٧» شرف الدين يعظه ويحذره مخالفة السلطان وسوء عاقبة ذلك، فقال:«وأنا من أين! والسلطان من أين! أنا رجل تركمانى فى جهة من الجهات!» . ثم شرع «٨» يذكر قلة رأى السلطان فى مجيئه «٩» إلى بلاده، وقال:«أنا يكفينى نائب حلب، وهو بعض نواب السلطان، [و] «١٠» ما عسى كان يفعل السلطان لو أخذ آمد؟ وكل شىء فى آمد ما يساوى بعض ما تكلفه» ، ثم قال:«والله لو أعطانى السلطان نصف ما ذهب من الكلف فى نعل خيوله وخيول عساكره، لرضيت ودخلت فى طاعته» ، ثم قال:«لو كان مع السلطان أمير من جنس هذا- وأشار إلى مملوك الوالد الذي توجه مع القاضى شرف الدين- ما خلّاه يجيء «١١» إلى هنا» ، وكان المملوك المذكور تتريّا «١٢» ، فقال شرف الدين:«بلى، مع السلطان جماعة من جنسه» ؛ فقال: «لا والله، كان عندكم واحد نفيتموه إلى القدس