للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثلاثاء تاسع شهر رمضان، فلم يدرك ناصر الدين بن دلغادر بها، فأمر تغرى برمش بنهب أبلستين وإحراقها فنهبت «١» وأحرقت بأجمعها، ثم أمر العسكر بنهب جميع قراها وإحراقها «٢» فنهبوها وأخذوا منها شيطئا كثيرا، ثم عاد نائب حلب بمن معه والأغنام تساق بين يديه بعد أن امتلأت أيدى العساكر من النهب، وترك أبلستين خرابا قاعا صفصفا، وعاد إلى حلب بعد غيبته عنها خمسين يوما، كل ذلك وأمراء مصر بحلب.

ثم بلغ تغرى برمش بعد قدومه إلى حلب: أن ناصر الدين بن دلغادر نزل [بالقرب] «٣» من كينوك فجهز إليه أخاه حسنا «٤» حاجب حجاب حلب، وحسن هو الأسنّ، ومعه مائة وخمسون فارسا إلى عينتاب تقوية للأمير خجاسودون، وقد نزل بها بعد أن انفرد عن العسكر المصرى [٢٩] من [يوم] «٥» خرج من الديار المصرية، فتوجه حسن المذكور بمن معه إلى خجاسودون وأقام عنده، فلما كان يوم رابع عشرين ذى الحجة من سنة تسع وثلاثين المذكورة، وصل إليهم الأمير جانبك الصّوفى، ومعه الأمير «٦» قرمش الأعور، والأمير كمشبغا «٧» المعروف بأمير [عشرة] «٨» أحد أمراء حلب، وكان توجه من حلب وانضم على جانبك الصّوفى قبل تاريخه بمدة طويلة، ومعه أيضا أولاد ناصر الدين بك ابن دلغادر الجميع، ما عدا سليمان، فنزلوا على مرج دلوك «٩» ، ثم ركبوا وساروا منه إلى قتال خجاسودون بعينتاب، فركب خجا سودون أيضا