عبد الوهاب بن نصر الله الغزّى الأصل، المصرى، فى ليلة الأربعاء سابع عشر ربيع الأول، ودفن بالصحراء، ومات بغير الطاعون «١» ؛ ومولده فى ليلة السبت حادى عشرين ذى القعدة سنة سبع وتسعين وسبعمائة، ونشأ بالقاهرة واشتغل يسيرا وخدم الأمير ططر موقّعا «٢» عدة سنين، فلما تسلطن رشحه لنظر الجيش فلم يتم له ذلك، وولى نظر الكسوة، ونظر أوقاف الأشراف، ثم نظر دار الضرب إلى أن مات. وكان شابا كريما وفيه محبة لأهل العلم والفضل «٣» والصلاح، إلا أنه كان فيه حدة «٤» مزاج وبادرة مع تدين وتحشّم.
وتوفى الأمير سيف الدين أزبك [بن عبد الله]«٥» المحمدى الظاهرى برقوق «٦» الدوادار الكبير، بالقدس بطّالا، فى يوم الثلاثاء سادس عشر [شهر]«٧» ربيع الأول؛ وهو أحد المماليك الظاهرية [برقوق]«٨» وترقّى إلى أن صار أمير مائة ومقدم ألف بدمشق، ثم قبض عليه [الملك]«٩» المؤيد شيخ بعد واقعة نوروز وحبسه سنين، إلى أن أطلقه فى أواخر دولته، وأنعم عليه بإقطاع هيّن بدمشق أمير عشرة.
فلما أن صار الأمر إلى [الأمير]«١٠» ططر أنعم عليه بإمرة طبلخاناة بديار مصر، ثم صار أمير مائة ومقدم ألف، ثم رأس نوبة النّوب بعد الأمير قصروه [من تمراز]«١١» فى