[برقوق]«١» وممن ترقى فى الدولة الناصرية [فرج]«٢» حتى صار أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية، وصار من يوم ذاك «٣» ينتقل فى الإمرة «٤» والحبوس شاما ومصرا وإسكندرية، فكان حاله أشبه بقول القائل:[المتقارب]
[و]«٥» يوم سمين ويوم هزيل ... ويوم أمرّ من الحنظله
إلى أن خلع عليه الأشرف [برسباى]«٨» باستقراره أتابك العساكر بالديار المصرية بعد الأمير طرباى، فأقام على ذلك نحو ثلاث سنين أو دونها، وقبض عليه [الملك]«٩» الأشرف وحبسه أيضا بالإسكندرية، وذلك لبادرة كانت فيه، ومخاشنة فى كلامه مع الملوك، مع سلامة الباطن، ولذلك كان كثيرا ما يحبس ثم يفرج عنه.
وقد تقدم التعريف بحاله عندما أمسكه [الملك]«١٠» الأشرف «١١» فى أصل ترجمة الأشرف «١٢» مستوفاة، فدام بيبغا المذكور فى السجن مدة طويلة، ثم أطلقه السلطان «١٣» وسيّره إلى دمياط بطّالا، ثم نقله إلى القدس فلم تطل مدته، وطلبه السلطان «١٤» وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف، وخلع عليه باستقراره أمير مجلس.
ولما ولى إمرة مجلس، صار يقعد على ميسرة السلطان فوق أمير سلاح، مراعاة لما سبق له من الرئاسة من الأتابكية وغيرها، وكون أمير سلاح كان الأمير إينال الجكمى