بآمد فى شوال أيضا بها، وكان عارفا بفن الصراع من الأقوياء «١» فى ذلك، مع تكبر وشمم وادعاء زائد، وقد حكى لى عنه بعض أصحابه: أنه كان إماما فى فن الصراع، ويجيد لعب الرمح لا غير، وليس عنده من الشجاعة والإقدام بمقدار القيراط من صناعته، وأظنه صادقا فى نقله لأن سحنته [كانت]«٢» تدل على ذلك.
وتوفى الملك الأشرف شهاب الدين أحمد ابن الملك العادل سليمان ابن الملك المجاهد غازى ابن المالك الكامل محمد ابن الملك العادل أبى بكر ابن الملك الأوحد عبد الله ابن الملك المعظم توران شاه ابن السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب صاحب مصر [ابن السلطان الملك الكامل محمد صاحب مصر، ابن السلطان الملك العادل أبى بكر صاحب مصر، ابن الأمير نجم الدين أيوب بن شاذى بن مروان]«٣» الأيوبى صاحب حصن كيفا، قتيلا بيد أعوان قرايلك، بين آمد والحصن، وقد سار من بلده حصن كيفا، يريد القدوم على السلطان الملك الأشرف برسباى على آمد، فقتل فى طريقه غدرا، فإنه كان خرج من الحصن بغير استعداد لقتال، وإنما تهيأ للسلام على الملك الأشرف، وبينما هو فى طريقه أدركته بعض الصلوات، فنزل وتوضأ وقام فى صلاته، وإذا بالقرايلكية طرقوه هو وعساكره بغتة، وقبل أن يركب أصابه سهم قتل منه، ووجد السلطان الملك الأشرف عليه كثيرا وتأسف لموته. وكان ابتداء ملكه بحصن كيفا، بعد موت أبيه العادل فى سنة سبع وعشرين وثمانمائة، وكان فاضلا أديبا بارعا، وله ديوان شعر، ووقفت على كثير من شعره، وكتبت منه نبذة كبيرة فى ترجمته فى المنهل الصافى «٤» .