من بعده الأمير جرباش الكريمى المعروف بقاشق «١» ، ثم نقل من الأمير آخورية إلى إمرة سلاح بعد إينال الجكمى، واستقر عوضه فى الأمير آخورية الأمير حسين بن أحمد البهسنى التركمانى المدعو تغرى برمش، ودام على ذلك سنين إلى أن نقل إلى أتابكية العساكر بالديار المصرية، عوضا عن إينال الجكمى أيضا بحكم انتقال الجكمى إلى نيابة حلب، بعد عزل قرقماس الشعبانى وقدومه على إقطاع إينال الجكمى مقدم ألف بالقاهرة، فاستمر أتابكا إلى أن مات [الملك]«٢» الأشرف [برسباى]«٣» فى ذى الحجة سنة إحدى وأربعين [وثمانمائة]«٤» ، بعد أن أوصى جقمق على ولده وجعله مدبّر مملكته، إلى أن صار من أمره ما رقّاه إلى السلطنة. وقد ذكرنا ذلك كلّه مفصلا، غير أننا أعدناه هنا لينتظم سياق الكلام مع سياقه- انتهى.
ولنعد «٥» الآن إلى ما كنا فيه:
ولما جلس الملك الظاهر جقمق على تخت الملك وتم أمره، خلع على الخليفة وعلى الأمير [٩٢] قرقماس وقيّد لهما فرسنين بقماش ذهب، ولقب بالملك الظاهر أبى «٦» سعيد جقمق، ثم نودى فى الحال بالقاهرة ومصر بسلطنته والدعاء له، وأن النفقة لكل مملوك من المماليك السلطانية مائة دينار، فابتهج الناس بسلطنته. ثم أمر السلطان فقبض على الطواشى صفىّ الدين جوهر الجلبانى الخبشى لالا الملك العزيز وهو يومئذ زمام الدار السلطانى «٧» ، وخلع على الزّينى فيروز الجاركسى الطواشى الرومى باستقراره زماما عوضا عن جوهر المذكور.
ثم أصبح فى يوم الخميس العشرين من شهر ربيع الأول المذكور خلع على الأمير