ابن الحسين وبين جيش الأمين وقعة عظيمة قتل فيها محمد بن يزيد بن حاتم المهلبي.
وطاهر من جهة المأمون وابن يزيد من جهة الأمين. وفيها توفي عبد الله بن مرزوق، أبو محمد الزاهد البغدادي، كان وزير الرشيد فخرج من ذلك وتخلى عن ماله وتزهّد رحمه الله تعالى. وفيها توفي أبو معاوية محمد بن خازم الضرير «١» الكوفي، ولد سنة ثلاث عشرة ومائة وذهب بصره وله أربع سنين. وهذا غير أبي معاوية الأسود، فإن الأسود اسمه اليمان. نزل أبو معاوية هذا طرسوس وصحب الثوري وغيره.
وفيها توفي أبو الشيص محمد بن رزين، كان شاعراً فصيحاً. قال أبو بكر الأنباري:
اجتمع أبو الشيص ودعبل وأبو نواس ومسلم بن الوليد وتناشدوا الأشعار في عصر «٢» واحد.
وحكي أن القاضي الوجيه أبا الحسن علي بن يحيى الذروي «٣» دخل الحمام وكان ابن رزين هذا في الحمام، فأنشد ابن رزين بحضرة القاضى المذكور لنفسه:
لله يوم بحمام نعمت به ... والماء من حوضه ما بيننا جاري
كأنه فوق شقات الرخام ضحى ... ماء يسيل على أثواب قصار «٤»
فلما سمعه القاضي المذكور ضحك، ثم أنشد لنفسه فى واقعة الحال:
وشاعر أوقد الطبع الذكاء له ... فكاد يحرقه من فرط إذكاء
أقام يعمل أياما رويته ... وشبه الماء بعد الجهد بالماء