صار أمير طبلخاناة، ثم ثانى رأس نوبة، ثم ولى نيابة الرّها، ثم عزل بعد سنين وصار بالقاهرة على طبلخاناته، إلى أن أنعم عليه الملك الظاهر جقمق، بإمرة مائة وتقدمة ألف بالديار المصرية، فى أوائل دولته، ثم نقله إلى نيابة حماة بعد سنين، فلم تطل مدته على نيابة حماة وعزل وتوجه إلى القدس بطّالا ثم تكلّم فيه، فقبض عليه وحبس مدة ثم أطلق وأعيد إلى القدس بطّالا، إلى أن مات. وكان متوسط السيرة [غير أنه كان قصيرا جدا]«١» وعنده سرعة حركة وإقدام، [متوسط السيرة فى فروسيته وأفعاله]«٢» ، وله وجه فى الدول، رحمه الله تعالى.
وتوفى الأمير سيف الدين على باى من دولات باى العلائى الساقى الأشرفى، فى يوم الثلاثاء تاسع عشرين شهر ربيع الأول، وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلاة المؤمنى.
وكان أصله من مماليك الملك الأشرف برسباى، اشتراه فى سلطنته وربّاه وأعتقه، وجعله خاصكيّا، ثم ساقيا، ثم أمّره عشرة، وجعله خازندارا كبيرا، بعد إينال الأبوبكريّ الأشرفى، بحكم انتقاله إلى المشدّيّة، بعد قراجا الأشرفى، بحكم انتقاله إلى «٣» تقدمة ألف، ودام علىّ باى على ذلك، إلى أن أنعم عليه الملك العزيز يوسف بإمرة طبلخاناة وجعله شادّ الشراب خاناة، بعد إينال الأبوبكريّ أيضا، بحكم انتقال [إينال]«٤» إلى الدوادارية الثانية، بعد تمرباى التّمربغاوى المنتقل إلى تقدمة ألف، فلم تطل مدة على باى [بعد ذلك]«٥» ، وقبض عليه مع من أمسك من خجداشيّة الأشرفية وغيرهم «٦» وحبس سنين، [٢٠١] ثم أطلق وأنعم عليه بإمرة بالبلاد الشامية، وقدم القاهرة، [ثم]«٧» حج وعاد إلى دمشق، ثم قدم القاهرة ثانيا، ودام بها إلى أن أنعم عليه السلطان بإمرة عشرة، ودام على ذلك إلى أن مات فى التاريخ المذكور. وكان