أمة لوسعهم عقل الشافعي. وقال أبو ثور: ما رأيت مثل الشافعي ولا رأى هو مثل نفسه.
قلت: ومناقب الشافعي رضي الله عنه كثيرة وفضله أشهر من أن يذكر. وكانت وفاته في يوم الخميس سلخ شهر رجب من هذه السنة، ودفن بالقرافة الصغرى، وله أربع وخمسون سنة. وكان موضع دفنه ساحة حتى عمر تلك الأماكن السلطان صلاح الدين يوسف، ثم أنشأ الملك الكامل محمد القبة على ضريحه وهى القبة الكائنة اليوم علي قبره رضى الله عنه. ومن شعره:
يا راكباً قف بالمحصب من منى ... واهتف بقاعد خيفنا والناهض
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى ... فيضاً «١» كملتطم الفرات الفائض
إن كان رفضاً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي
قال المبرد: دخل رجل على الشافعي فقال: إن أصحاب أبي حنيفة لفصحاء؛ فأنشأ الشافعى يقول:
فلولا الشعر بالعلماء يزري ... لكنت اليوم أشعر من لبيد
وأشجع في الوغى من كل ليث ... وآل مهلب «٢» وأبي يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي ... حسبت «٣» الناس كلهم عبيدي
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمسة أذرع وأربعة عشر إصبعاً، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وخمسة أصابع.