وسبعمائة، ثم رحل ولده القاضى بدر الدين هذا بعد موته إلى حلب، وتفقّه بها، وأخذ عن العلامة جمال الدين يوسف بن موسى الملطى الحنفى وغيره، ثم قدم لزيارة بيت المقدس فلقى به العلامة علاء الدين العلاء بن أحمد بن محمد السيرامى الحنفى شيخ المدرسة الظاهرية- برقوق- وكان أيضا توجّه لزيارة بيت المقدس، فاستقدمه معه إلى القاهرة فى سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، ونزّله في جملة الصوفية بالمدرسة الظاهرية- برقوق- ثم قرّره خادما بها، ثم وقع له بعد ذلك أمور حكيناها في ترجمته في المنهل الصافى، إلى أن عرف بين الطلبة، وفضل في علوم، وصحب الأمير جكم من عوض «١» ، والأمير قلمطاى العثمانى الدّوادار، وتغرى بردى القردمى إلى أن توفّى الملك الظاهر برقوق في سنة إحدى وثمانمائة، فولى حسبة القاهرة في مستهل ذى الحجة من السنة، بسفارة هؤلاء الأمراء عوضا عن الشيخ تقي الدين أحمد المقريزى، فمن يومئذ وقعت العداوة بينهما «٢» إلى أن ماتا، ثم صرف بعد أشهر، وتولى حسبة القاهرة غير مرّة، وآخر ولايته للحسبة فى سنة ست وأربعين وثمانمائة عوضا عن يرعلى الخراسانى- انتهى.
فنعود إلى ما كنا يصدده: ثم ولى القاضى بدر الدين هذا نظر الأحباس في الدولة المؤيّدية، ولما تسلطن الملك الأشرف برسباى صحبه وعظم عنده إلى الغاية، وصار ينادمه، ويقرأ له التواريخ من أيام السلف من الوقائع والأخبار، ويعلمه دينه، كان يقرأ له