للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا اليوم أيضا رسم السلطان لنقيب الجيش أن يخرج الأمير تمراز الإينالى الأشرفى الدوادار الثانى إلى القدس بطّالا، فنزل وتوجّه به من يومه إلى خانقاه سرياقوس، قلت «١» : [السريع]

ما يفعل الأعداء في جاهل ... ما يفعل الجاهل في نفسه

فإن تمراز هذا كان في الدولة الظاهرية- جقمق- من جملة الأمراء والعشرات وكان ممن لا يؤبه إليه، حتى مات الظاهر، وثار مع الملك الأشرف إينال لما وثب على الملك المنصور عثمان مع من انضم إليه من المماليك الظاهرية والأشرفية وغيرهم، فلما تسلطن الأشرف قرّب تمراز هذا، وجعله دوادارا ثانيا، وأنعم عليه بإمرة طبلخاناه، وصار له كلمة في الدولة وحرمة وافرة، وهابته الناس لشراسة خلقه وحدة مزاجه، وباشر الدوادارية أقبح مباشرة من الظلم والعسف والإخراق بالناس والبطش بحواشيه وأرباب وظائفه ومماليكه، حتى تجاوز الحد، وما كفاه ذلك حتى صار يخاطب السلطان بما يكره، وبقى في كل قليل يغضب ويعزل نفسه، ووقع ذلك غير مرّة، فلما زاد وخرج عن الحد عزله السلطان، ولزم داره أياما، ثم خرج إلى القدس بطّالا «٢» .

وفي «٣» يوم الاثنين حادى عشرين جمادى الأولى خلع السلطان على الصاحب