ذلك وعزل بعبد الله بن طاهر المقدم ذكره. وفيها توفي أحمد بن يوسف بن القاسم ابن صبح، أبو جعفر الكاتب الكوفي مولى بني العجل كاتب المأمون على ديوان الرسائل؛ كان من أفضل الكتاب في عصره وأذكاهم وأجمعهم للمحاسن، وكان فصيح اللسان مليح الخط يقول الشعر الجيد، قال له رجل يوماً: ما أدري مم أعجب، مما وليه الله من حسن خلقك، أو مما وليته من تحسين خلقك! وفيها توفي أسود بن سالم أبو محمد البغدادي الزاهد الورع الصالح المشهور، كان بينه وبين معروف الكرخي مودة ومحبة، وكان من كبار القوم وممن له كرامات وأحوال. وفيها توفي بشر بن أبي الأزهر يزيد الإمام أبو سهل القاضي الحنفي، كان من أعيان فقهاء أهل الكوفة وزهادها، سأله رجل عن مسألة فأخطأ فيها فعزم أن يقصد عبد الله بن طاهر الأمير لينادى عليه في البلدان: بشر أخطأ في مسألة في النكاح حتى رده رجل وقال: أنا أعرف الرجل الذي سألك، فأتي به إليه فقال له: أنا أخطأت وقد رجعت عن قولي، والجواب فيه كذا وكذا.
قلت: لله در هذا العالم الذي يعمل بعلمه رحمه الله تعالى.
وفيها توفي ثمامة بن أشرس أبو معن النميري البصري الماجن، كان له نوادر واتصل بهارون الرشيد وولده المأمون. قيل: إنه خرج بعد المغرب من منزله سكران فصادفه «١» المأمون فى نفر، فلما رأه ثمامة عدل عن طريقه وقد أبصره المأمون، فساق إليه المأمون وحاذاه، فقال له: ثمامة؟ قال: إي والله، قال: سكران أنت؟ قال:
لا والله، قال: أفتعرفني؟ قال: إي والله، قال: فمن أنا؟ قال: لا أدري والله؛ فضحك المأمون حتى كاد يسقط عن دابته. ولثمامة هذا حكايات كثيرة من هذا