زادة، إمام السلطان، وشيخ المدرسة الأيتمشية بمكة المشرفة، في يوم الجمعة ثالث ذى الحجة، ومولده بالقاهرة في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة- هكذا ذكر لى، وكتب بخطه.
قلت: ونشأ بالقاهرة، وقرأ القرآن الكريم وعدة مختصرات في فنون كثيرة، وتفقه بجماعة من علماء عصره، مثل الشيخ عز الدين بن جماعة وغيره، ذكرنا غالبهم في تاريخنا «الحوادث» وبرع في عدة علوم، وأفتى ودرّس، وتولى الوظائف الدينية، ثم ولى [وظيفة]«١» إمام السلطان الملك الأشرف برسباى، فدام على ذلك مدة سنين وأمّ بعدة ملوك إلى أن رغب هو عن ذلك وتركه، وقعد بداره ملازما الأشغال والاشتغال إلى أن قصد المجاورة في هذه السنة بمكة المشرفة، وكانت منيته بها بمرض البطن- رحمه الله تعالى- وهو ابن أخت العلامة فريد عصره أمين الدين الأقصرائى الحنفى.
وتوفّى الأمير سيف الدين آقبردى بن عبد الله الساقى الظاهرى نائب ملطية بها في يوم الخميس خامس عشرى ذى الحجة، وحمل من ملطية إلى حلب، ودفن بتربته التي عمّرها، ومات وله من العمر نحو ثلاثين سنة، وأصله من مماليك الملك الظاهر جقمق الصّغار، وصار ساقيا في أيّامه، ثم نائب قلعة حلب دفعة واحدة، فدام على ذلك إلى أن نقله الملك الأشرف إينال إلى أتابكيّة حلب في سنة ثمان وخمسين، ثم نقل إلى نيابة ملطية، فمات بها في التاريخ المقدم ذكره، وكان لا بأس به، ولم تطل أيّامه لتشكر أفعاله أو تذمّ- رحمه الله تعالى.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم سبعة أذرع وخمسة أصابع، مبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعا وأربعة عشر إصبعا.