وتوفّى قاضى قضاة مكة وعالمها جلال الدين أبو السعادات محمد بن أبى البركات محمد بن أبى السعود محمد بن الحسين بن على بن أبى أحمد بن عطية بن ظهيرة «١» المكى المخزومى الشافعى بمكة، وهو قاض، فى تاسع صفر، ودفن من الغد.
وتولّى قضاء مكة بعده ابنه محب الدين محمد، وكان مولده في سلخ شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وسبعمائة بمكة، وبها نشأ وتفقه بعلماء عصره، إلى أن برع فى عدة علوم، وشارك في عدة فنون، ونعت بعالم الحجاز، وتولى قضاء مكة غير مرة، وقد ذكرنا مشايخه وعدة وقائعه في تاريخنا «حوادث الدهور» ، وذكرنا أيضا مصنفاته، وكان له نظم جيد، ومما أنشدنى من لفظه لنفسه في القاضى كمال الدين ابن البارزى كاتب السّرّ الشريف بالديار المصرية:[السريع]
أبرزه الله بلا حاجب ... يحجبه عنا ولا حاجز
فكلّ فضل من جميع الورى ... مكتسب من ذلك البارزى
وتوفّى الأمير سيف الدين إينال بن عبد الله الأشرفى «٢» الطويل أحد أمراء الخمسات، فى يوم الجمعة ثالث عشر جمادى الأولى- رحمه الله تعالى.
وتوفّى الأمير سيف الدين نوكار بن عبد الله الناصرى، أحد أمراء العشرات، والزّردكاش، فى أواخر جمادى الآخرة- مجردا إلى بلاد ابن قرمان- بمدينة غزة، وكان من مماليك الناصر فرج وتخومل من بعده، واحتاج إلى أن خدم في أبواب الأمراء، وقاسى خطوب الدهر ألوانا، إلى أن عاد إلى باب السلطان بعد موت الملك المؤيد شيخ وصار خاصكيا، وأقام على ذلك سنين كثيرة إلى أن أنعم عليه الملك الظاهر جقمق بإمرة عشرة بعد سؤال كثير، ثم صار حاجبا ثانيا، فدام على ذلك لا يلتفت إليه في الدول إلى أن ولّاه الملك الأشرف إينال الزردكاشية بعد موت جانبك الوالى، فاستمر على