بالفقيرى، وناب في الحكم سنين، وتولّى نظر الجوالى، وكان فيه كرم أفقره في أواخر عمره، واحتاج منه إلى تحمل ديون والحاجة للناس، فكان حاله كقول القائل:
كم من فتى أفقره جوده ... وعاش في الناس عيش الذليل
فاشدد عرى مالك واستبقه ... فالبخل خير من سؤال البخيل
وتوفّى الأمير سيف الدين أزبك بن عبد الله الشّشمانى المؤيّدى أحد أمراء الخمسات في يوم السبت رابع عشرين ذى الحجة، وسنه نحو الثمانين، وكان أصله من مماليك الملك المؤيّد شيخ قبل سلطنته، وطالت أيامه في الجندية إلى أن تأمّر خمسة فى دولة الملك الأشرف إينال، ومات بعد سنين، وكان مكفوفا عن الناس إمّا لخيره أو لشره- رحمه الله تعالى.
وتوفّى خشكلدى الزينى عبد الرحمن بن الكويز أحد أمراء الطبلخاناه بدمشق، وكان أصله من مماليك صاحبنا الأمير زين الدين عبد الرحمن بن الكويز، ثم صار من جملة دواداريّة السلطان، ثم سعى في دوادارية السلطان بدمشق حتى وليها بمال بذله في ذلك، فلم تطل مدته، فعزل وقدم القاهرة، وسعى ثانيا إلى أن أعطى إمرة بدمشق، فتوجه إليها ودام بها إلى أن مات، وكانت لديه فضيلة في الفقه على قدر حاله- رحمه الله تعالى.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم سبعة أذرع وثمانية أصابع، مبلغ الزيادة عشرون ذراعا وإصبع واحد.