للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدّوادار «١» نائب الشام، وكان أسندمر هذا يجيد الرّمى بالنشاب، وفيه إسراف على نفسه- سامحه الله تعالى بفضله.

وتوفّى سيف الدين خشقدم بن عبد الله الأرنبغاوى «٢» حاجب حجّاب طرابلس فى جمادى الأولى، وكان أصله من مماليك أردبغا نائب قلعة صفد، ثم خدم عند قانى باى الحمزاوى وصار في اواخر عمره دوادارا، ثم سعى بعد الحمزاوى في حجوبيّة طرابلس حتى وليها، فلم تطل مدّته، ومات في التاريخ المذكور، وكان من الأوباش الذين لا أعرف لهم حالا.

وتوفى الأمير سيف الدين يشبك بن عبد الله الظاهرى أحد أمراء العشرات بالطاعون في يوم السبت حادى عشرين جمادى الأولى، وأخرج هو وولده معا في جنازة واحدة، وكان أصله من مماليك الملك الظاهر جقمق، اشتراه في سلطنته، وتأمر في أيامه عشرة ثم نكب، ثم تأمر ثانيا في دولة الملك الأشرف عشرة إلى أن مات، وكان لا بأس به- رحمه الله تعالى.

وتوفّى الأمير سيف الدين يونس بن عبد الله العلائى الناصرى الأمير آخور الكبير بالطاعون في باكر يوم الاثنين ثالث عشرين جمادى الأولى، وقد جاوز السبعين من العمر، ودفن بتربته التي أنشأها بالصحراء، وكان أصله من مماليك الظاهر برقوق الكتابية، ثم ملكه الملك الناصر فرج وأعتقه، ودام من جملة المماليك السلطانية سنين كثيرة لا يلتفت إليه في الدول إلى أن تأمر عشرة في أوائل دولة الملك الظاهر جقمق، مراعاة لخاطر الأمير إينال العلائى الأجرود، أعنى عن الأشرف هذا صاحب التّرجمة؛ لكونه كان خچداشه من تاجر واحد، ودام من جملة أمراء العشرات أياما كثيرة، إلى أن نقله الملك الظاهر إلى نيابة قلعة الجبل بعد عزل «٣» تغرى برمش الفقيه وإخراجه إلى القدس في سنة تسع وأربعين.

قلت: وبئس البديل، وهذا من عدم الإنصاف، كيف يكون هذا المهمل العارى