وفي يوم الاثنين ثانى عشرين جمادى الأولى المذكورة خرج الأمير تنم نائب الشّام إلى محل كفالته.
وفي آخر هذا الشهر وصل قاصد حسن بك بن على بك بن قرايلك [صاحب آمد]«١» وأخبر السلطان أن الأمير جانم نائب الشام جاء إليه واستشفع عند السلطان له.
وفي هذا الشهر ترادفت الأخبار بأن جانم نائب الشام أرسل يدعو تركمان الطاعة «٢» إلى موافقته، وأن حسن بك المقدم ذكره دعا لجانم على منابر ديار بكر.
ثم في يوم الأربعاء سابع شهر رجب نودى بشوارع القاهرة بالزينة لدوران المحمل، ونودى أيضا بأن أحدا من المماليك ولا غيرهم لا يحمل سلاحا ولا عصاة في الليل، فدامت الزينة إلى أن انتهى دوران المحمل في يوم الاثنين ثانى عشره، ولم يحدث إلا الخير والسلامة، وكان معلّم الرماحة في هذه السنة الأمير قايتباى المحمودى الظاهرى المشد، والباشات الأربعة أمراء عشرات: برقوق الناصرى، ثم طومان باى الظاهرى، ثم جانبك الأبلق الظاهرى، ثم برسباى قرا الظاهرى.
ثم في يوم الخميس خامس عشره عيّن السلطان تجريدة إلى الوجه القبلى- أربعمائة مملوك من المماليك السلطانية- ومقدم العسكر الأمير جانبك الدّوادار، وصحبته من أمراء الألوف جانبك قلقسيز الأشرفى، ومن أمراء الطبلخات والعشرات نحو عشرين أميرا، وخرجوا بسرعة في ليلة السبت سابع عشر رجب.
وفي يوم الجمعة سادس عشره- الموافق لحادى عشرين برمودة- لبس السلطان القماش الأبيض البعلبكى المعد لبسه لأيام الصيف، وابتدأ في يوم السبت سابع عشره يلعب الكرة على العادة في كل سنة.
وفي يوم الخميس تاسع عشرينه عاد الأمير جانبك الدّوادار بمن كان معه من بلاد