للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحافظ أبو إبراهيم التّرجمانى «١» كان إماما عالما محدّثا صاحب سنة وجماعة، كتب عنه الإمام أحمد بن حنبل أحاديث، وروى عنه محمد بن سعد وغيره، ووثّقه غير واحد. وفيها توفى الحسن بن سهل الوزير أبو محمد أخو ذى الرياستين الفضل بن سهل. كانا من بيت رياسة فى المجوس، فأسلما مع أبيهما فى خلافة الرشيد هارون واتصلوا بالبرامكة، فانضم سهل ليحيى بن خالد البرمكىّ، فضمّ يحيى الأخوين الى ولديه:

فضمّ الفضل بن سهل الى جعفر، والحسن بن سهل هذا الى الفضل بن يحيى؛ فضمّ جعفر الفضل بن سهل الى المأمون وهو ولىّ عهد، فكان من أمره ما كان. ولمّا مات الفضل ولى الحسن هذا مكانه وزيرا؛ ثم لم تزل رتبته فى ارتفاع، الى أن تزوّج المأمون بابنته بوران بنت الحسن بن سهل، وقد تقدّم ذلك كلّه فى محلّه. ولم يزل الحسن بن سهل وافر الحرمة إلى أن مات بسرخس «٢» فى ذى القعدة من شرب دواء أفرط به فى إسهاله، وخلّف عليه ديونا لكثرة إنعامه. وفيها توفى عبد السلام بن صالح ابن سليمان بن أيوب أبو الصّلت الهروىّ الحافظ الرحّال، رحل فى طلب العلم إلى البلاد، وأخذ الحديث عن جماعة، وروى عنه غير واحد. قيل: إنه كان فيه تشيّع.

وفيها توفى منصور ابن الخليفة المهدىّ محمد ابن الخليفة أبى جعفر المنصور بن محمد ابن علىّ بن عبد الله بن العباس الهاشمىّ العباسىّ، الأمير عمّ الرشيد هارون. وكان منصور هذا ولى إمرة دمشق للأمين بن الرشيد، وتولّى أيضا عدّة أعمال جليلة.

وكانت لديه فضيلة. وكانت وفاته فى المحرّم من السنة. وفيها توفى نصر بن زياد ابن نهيك الإمام أبو محمد النّيسابورىّ الفقيه الحنفىّ، سمع الحديث وتفقّه على محمد ابن الحسن، وولى قضاء نيسابور مدّة وحمدت سيرته. وكان نزيها عفيفا. رحمه الله.