ابن مسلم وغندر وزياد البكّائىّ ويحيى بن أبى زائدة والقاضى أبى يوسف يعقوب ووكيع وابن نمير وعبد الرحمن بن مهدىّ وعبد الرزاق والشافعىّ وخلق كثير، وممّن روى عنه محمد بن إسماعيل البخارى ومسلم بن الحجّاج صاحب الصحيح وأبو داود وخلق كثير. وقال عبد الرزاق: ما رأيت أفقه من أحمد بن حنبل ولا أورع.
وقال إبراهيم بن شمّاس: سمعت وكيعا يقول: ما قدم الكوفة مثل ذاك الفتى (يعنى أحمد بن حنبل) . وعن عبد الرحمن بن مهدىّ قال: ما نظرت إلى أحمد بن حنبل إلا تذكّرت به سفيان الثّورىّ. وقال القواريرىّ: قال لى يحيى القطّان:
ما قدم علىّ مثل أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. وروى ابن عساكر عن الشافعىّ:
أنه لما قدم مصر سئل: من خلّفت بالعراق؟ فقال: ما خلّفت به أعقل «١» ولا أورع ولا أفقه ولا أزهد من أحمد بن حنبل.
قلت: وفضل الإمام أحمد أشهر من أن يذكر، ولو لم يكن من فضله ودينه إلا قيامه فى السّنّة وثباته فى المحنة لكفاه ذلك شرفا، وقد ذكرنا من أحواله نبذة كبيرة فى هذا الكتاب فى أيام المحنة وغيرها. وكانت وفاته فى شهر ربيع الأوّل منها (أى من هذه السنة) رحمه الله تعالى. وقد روينا مسنده عن المشايخ الثلاثة المسندين المعمّرين:
زين الدين عبد الرحمن بن يوسف بن الطّحّان، وعلىّ بن إسماعيل بن بردس وأحمد بن عبد «٢» الرحمن الذهبىّ، قالوا: أخبرنا أبو عبد الله صلاح الدين محمد بن أبى عمر المقدسىّ أخبرنا أبو النّجيب علىّ بن أبى العباس المنصورىّ أخبرنا أبو علىّ حنبل ابن علىّ الرّصافىّ أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين أخبرنا أبو الحسين علىّ بن