يسكنها وبنى له القصر بداريّا «١» حتى كلّموه فى الرجوع إلى العراق وحسنوا له ذلك؛ فرجع بعد أن سمع بيتى «٢» يزيد بن محمد المهلبىّ وهما:
أظنّ الشام تشمت «٣» بالعراق ... إذا عزم الإمام على انطلاق «٤»
فإن يدع «٥» العراق وساكنيه ... فقد تبلى المليحة بالطّلاق
وفيها توفّى أبو إسحاق إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول تكين، الكاتب المعروف بالصّولىّ، الكاتب الشاعر المشهور؛ كان أحد الشعراء المجيدين، وله ديوان شعر صغير الحجم ونثر بديع. وهو ابن أخت العباس بن الأحنف الشاعر، ونسبته الى جدّه صول تكين المذكور، وكان أحد ملوك خراسان، وأسلم على يد يزيد بن المهلّب ابن أبى صفرة. وقال الحافظ أبو القاسم حمزة بن يوسف السّهمىّ فى تاريخ جرجان:
الصّولىّ جرجانىّ الأصل، وصول: من بعض ضياع جرجان، وهو عمّ والد أبى بكر محمد ابن يحيى بن عبد الله بن العباس الصّولىّ صاحب كتاب الوزراء وغيره من المصنّفات، فإنهما مجتمعان فى العباس المذكور. ومن شعر الصّولىّ هذا قوله:
؟؟؟ دنت بأناس عن تناء زيارة ... وشطّ بليلى عن دنوّ مزارها
وإنّ مقيمات بمنعرج اللّوى ... لأقرب من ليلى وهاتيك دارها