الى البلاد، وصنّف كتابا فى طبقات الشعراء، وكان هجّاء خبيث اللسان، أطروشا فى قفاه سلعة «١» ؛ هجا الرشيد والمأمون والمعتصم والواثق والأمير عبد الله بن طاهر وجماعة من الوزراء والكتّاب. ومن شعره:
لا تعجبى يا سلم من رجل ... ضحك المشيب برأسه فبكى
يا ليت شعرى كيف تومكما ... يا صاحبىّ اذا دمى سفكا
لا تأخذا بظلامتى أحدا ... قلبى وطرفى فى دمى اشتركا
ورثاه البحترىّ، وكان دعبل مات بعد أبى تمّام بمدّة، فقال من قصيدة أوّلها:
قد زاد فى كلفى وأوقد لوعتى ... مثوى حبيب يوم مات ودعبل
وفيها توفّيت شجاع أمّ المتوكّل على الله جعفر فى حياة ولدها المتوكّل، وكانت تدعى «السيّدة» وكانت أمّ ولد، وكانت صالحة كثيرة الصدقات والمعروف؛ كانت تخرج فى السرّ على يد كاتبها أحمد بن الخصيب. ولما ماتت قال ابنها المتوكّل فى موتها:
تذكّرت لمّا فرّق الدهر بيننا ... فعزّيت نفسى بالنبىّ محمد
فأجازه بعض من حضر فقال:
فقلت لها إنّ المنايا سبيلنا ... فمن لم يمت فى يومه مات فى غد
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم فى هذه السنة، قال: وفيها توفى أحمد بن ابراهيم الدّورقىّ، وأحمد بن أبى الحوارىّ، وأبو عمر الدّورىّ المقرئ واسمه حفص»
، ودعبل الشاعر، والمسيّب بن واضح.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربعة أذرع واثنان وعشرون إصبعا، مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وعشرون إصبعا.