له ابنه خمارويه فى المحرّم من سنة خمسين ومائتين. ولما تنكّر «١» الأتراك للمستعين وخلعوه وأحدروه إلى واسط، قالوا «٢» له: من تختار أن يكون فى صحبتك؟ فقال:
أحمد بن طولون، فبعثوه معه فأحسن صحبته. ثم كتب الأتراك إلى أحمد: اقتل المستعين ونولّيك واسطا؛ فكتب إليهم لا رآنى «٣» الله قتلت خليفة بايعت له أبدا! فبعثوا سعيدا «٤» الحاجب فقتل المستعين، فوارى أحمد بن طولون جثّته. ولما رجع أحمد الى سرّ من رأى بعد ما قتل المستعين أقام بها، فزاد محلّه عند الأتراك فولّوه مصر نيابة عن أميرها سنة أربع وخمسين ومائتين. فقال حين دخلها: غاية ما وعدت به فى قتل المستعين واسط، فتركت ذلك لله تعالى، فعوّضنى ولاية مصر والشام.
فلما قتل والى مصر من الأتراك فى أيّام الخليفة المهتدى صار أحمد بن طولون مستقلّا بها فى أيام المعتمد. وقيل: إنّه ولى الشام نيابة عن باكباك «٥» ، فلمّا قتل باكباك استقلّ، وكان حكمه من الفرات الى المغرب. وأوّل ما دخل مصر خرج بغا الأصغر، وهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن طباطبا، فيما بين برقة والإسكندريّة فى جمادى الأولى سنة خمس وخمسين ومائتين، وسار إلى الصعيد، فقتل هناك وحمل رأسه «٦» الى مصر فى شعبان. ثم خرج ابن الصوفىّ العلوىّ، وهو إبراهيم ابن محمد بن يحيى [بن «٧» عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب] ، وتوجّه إلى إسنا فى ذى القعدة فنهب [وقتل «٨» أهلها] ؛ وقيل: إنّ أحمد بن طولون بعث