للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابنه أبا العباس لحربهم في جيش عظيم، فكانت بينه وبينهم وقعة عظيمة انهزم فيها الزنج، وقتل أبو العباس فيهم مقتلة عظيمة وأسر جماعة، وفرّقهم وغرّق مراكبهم فى الماء، فكان ذلك أوّل نصر المسلمين على الزنج؛ ثم كان بعد ذلك في هذه السنة أيضا عدّة وقائع بين الزنج وبينه والجميع ينتصر فيها أبو العباس بن الموفّق. وفيها بنى الموفّق مدينة بإزاء مدينة صاحب الزنج، وسمّاها الموفّقيّة. وفيها وثب صاحب الترجمة أحمد ابن طولون على أحمد [بن محمد «١» ] بن المدبّر، وكان أحمد [بن محمد] بن المدبر متولى خراج دمشق والأردنّ وفلسطين، وحبسه وأخذ أمواله، ثم صالحه على سمّائة ألف دينار.

وفيها حجّ بالناس هارون بن محمد بن إسحاق العباسىّ. وفيها توفّى على بن الحسن «٢» بن موسى بن ميسرة الهلالىّ النّيسابورىّ الدّرابجردىّ- ودرابجرد محلة بنيسابور- كان من أكابر علماء نيسابور وابن عالمهم، وله مسجد بدرابجرد «٣» يقصد للزيارة، وقيل: إنه روى عنه البخارىّ ومسلم وغيرهما، وكان ثقة صدوقا فاضلا، وجد فى مسجده ميتا بعد أسبوع ولم يعلموا به، وقيل: أكله الذئب «٤» . وفيها توفّى محمد بن حمّاد بن بكر المقرئ صاحب خلف بن هشام، كان أحد القرّاء المجوّدين وعباد الله الصالحين. وفيها توفّى شهيدا يحيى بن محمد بن يحيى أبو زكرياء الذّهلىّ إمام أهل نيسابور في الفتوى والرياسة، وكان يتفقّه على مذهب الإمام الأعظم أبى حنيفة، وهو ابن صاحب الواقعة مع محمد بن إسماعيل البخارىّ.