أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجرّاحى أخبرنا أبو العبّاس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبى أخبرنا الإمام الحافظ أبو عيسى التّرمذىّ؛ وروينا أيضا كتابه الشمائل سماعا على الشيخين المذكورين بسماع الأوّل من المسند صلاح الدين محمد [بن أحمد «١» ] بن أبى عمر المقدسىّ وإجازة الثانى من ابن الجوخى، قالا أخبرنا ابن البخارىّ الأوّل سماعا والثانى إجازة أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندىّ أخبرنا أبو شجاع «٢» البسطامىّ، أخبرنا أبو القاسم «٣» البلخىّ أخبرنا أبو القاسم «٤» الخزاعىّ أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشىّ أخبرنا أبو عيسى التّرمذىّ. وفيها حجّ بالناس هارون بن محمد الهاشمىّ وهى آخر حجّة حجّها بالناس، وكان قد حجّ بالناس ستّ عشرة حجّة أوّلها سنة أربع وستين ومائتين الى هذه السنة. وفيها توفّى الخليفة أمير المؤمنين المعتمد على الله أبو العبّاس أحمد ابن الخليفة المتوكل على الله جعفر ابن الخليفة المعتصم بالله محمد ابن الخليفة الرشيد هارون ابن الخليفة المهدىّ محمد ابن الخليفة أبى جعفر المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن العبّاس الهاشمىّ العباسىّ في ليلة الاثنين تاسع عشر شهر رجب فجأة ببغداد، فحمل ودفن بسرّمن رأى؛ ومولده سنة تسع وعشرين ومائتين بسرّمن رأى، وأمّه أمّ ولد رومية اسمها فتيان، وفي موته أقوال كثيرة، منهم من قال: إنه اغتيل بالسمّ، ومنهم من قال: إنه خنق، وقيل غير ذلك؛ وكانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة وثلاثة أيّام، وكان فيها كالمحجور عليه مع أخيه