وغلام، ثم مات محمد بن أبى السّاج المذكور بمدينة أذربيجان، وكان يلقّب بالأفشين، فاجتمع غلمانه وأمّروا عليهم ابنه ديوداد فاعتزلهم أخوه يوسف بن أبى الساج وهو مخالف لهم. وفيها حجّ بالناس هارون «١» بن محمد بن العباس بن إبراهيم ابن عيسى بن أبى جعفر المنصور. وفيها كانت زلزلة. قال أبو الفرج بن الجوزىّ:
[ورد «٢» الخبر بأنه مات تحت الهدم في يوم واحد أكثر من ثلاثين ألف إنسان ودام عليهم هذا أيّاما فبلغ من هلك خمسين ومائة ألف] وقيل: كان ذلك فى العام الماضى. وفيها قدم المعتضد العراق ومعه وصيف خادم محمد بن أبى السّاج، وكان قد عصى عليه بالثغور، فأسره وأدخل على جمل، ثم توفّى بالسجن بعد أيام فصلبت جئته على الجسر. وفيها ظهر أبو عبد «٣» الله الشّيعىّ بالمغرب ونزل بكتامة «٤» ودعاهم إلى المهدىّ عبيد الله- أعنى بعبيد الله جدّ الخلفاء الفاطميّة- وفيها توفى ثابت بن قرّة العلامة أبو الحسن المهندس صاحب التصانيف في الفلسفة والهندسة والطبّ وغيره، كان فاضلا بارعا في علوم كثيرة، ومولده في سنة إحدى وعشرين «٥» ومائتين.