ابن سليمان] بن سليمان أبو الحسن الغضائرىّ «١» نزيل حلب، كان صالحا زاهدا، حجّ أربعين حجّة على أقدامه؛ قال: طرقت باب السّرىّ السّقطىّ فسمعته يقول:
«اللهمّ اشغل من شغلنى عنك بك» [قال فنالنى «٢» بركة هذه الدعوة فحججت على قدمى من حلب الى مكّة أربعين سنة ذاهبا وآئبا] . وفيها توفّى علىّ بن محمد بن بشّار الشيخ أبو الحسن الزاهد العابد البغدادىّ صاحب الكرامات، كان من الأبدال، كان يتكلّم ويعظ الناس وكان لكلامه تأثير في القلوب؛ وكانت وفاته ببغداد ودفن غربيّها، وقبره هناك يقصد للزيارة. وفيها توفّى محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثّقفىّ مولاهم النّيسابورىّ الحافظ أبو العبّاس السّراج محدّث خراسان ومسندها. قال أبو إسحاق المزكّى «٣» سمعته يقول: «ختمت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتى عشرة ألف ختمة، وضحّيت عنه اثنتى عشرة ألف ضحيّة» . قال محمد بن أحمد الدقّاق:
رأيت السّراج يضحّى في كل أسبوع أو أسبوعين أضحية عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ثم يصيح بأصحاب الحديث فيأكلون. وقال الحاكم «٤» : سمعت أبى يقول: لمّا ورد الزعفرانىّ «٥» وأظهر خلق القرآن سمعت السّراج غير مرّة إذا مرّ بالسوق يقول:
«العنوا الزعفرانىّ» ؛ فيصيح الناس بلعنه، حتى ضيّق عليه نيسابور وخرج الى بخارى. وكانت وفاة السّراج في شهر ربيع الآخر، وله سبع «٦» وتسعون سنة.