ببغداد بشارع باب الكوفة. ولى إمرة مصر بعد موت تكين، ولّاه أمير المؤمنين القاهر بالله على الصلاة بعد أن اضطربت أحوال الديار المصريّة؛ وخرج ابن تكين منها في سادس عشر [شهر] ربيع الأوّل سنة إحدى وعشرين وثلثمائة؛ فأرسل محمد ابن طغج هذا كتابه بولايته على مصر في سابع شهر رمضان من سنة إحدى وعشرين وثلثمائة المذكورة. ولم يدخل مصر في هذه الولاية، وما دخلها أميرا عليها إلا في ولايته الثانية من قبل الخليفة الراضى بالله. وقال ابن خلّكان بعد ما سمّاه وأباه الى أن قال:
" الفرغانىّ الأصل، صاحب سرير الذهب، المنعوث بالإخشيذ «١» صاحب مصر والشام والحجاز. أصله من أولاد ملوك فرغانة؛ وكان المعتصم بالله بن هارون الرشيد قد جلبوا اليه من فرغانة جماعة كثيرة، فوصفوا له جفّ وغيره بالشجاعة والتقدّم في الحروب، فوجّه اليهم المعتصم من أحضرهم؛ فلما وصلوا إليه بالغ في إكرامهم وأقطعهم قطائع بسرّمن رأى. وقطائع جفّ الى الآن معروفة هناك؛ فلم «٢» يزل جفّ بها الى أن مات ليلة قتل المتوكّل". انتهى كلام ابن خلكان. قلت: ودعى له على منابر مصر وهو مقيم بدمشق نحوا من ثلاثين يوما- وقال صاحب البغية: اثنين وثلاثين يوما- الى أن قدم رسول الأمير أحمد بن كيغلغ بولايته على مصر ثانى مرّة من قبل الخليفة القاهر بالله في تاسع شوّال من السنة. وأما الأيّام التى قبل ولاية محمد بن طغج على مصر فكان يحكم «٣» فيها ابن تكين باستخلاف والده تكين له، ويشاركه في ذلك أيضا الماذرائىّ صاحب خراج مصر المقدّم ذكره. ووقع في هذه الأيّام بمصر أمور ووقائع، وكان الزمان مضطربا لقتل الخليفة المقتدر بالله جعفر واشتغال الناس بحرب القرمطى. وكان