وذكر الكندي في كتاب الأمراء: أنه زاد فيه من جوانبه كلها، ويقال: إن عبد العزيز المذكور لما أكمل بناء المسجد المذكور خرج من دار الذهب عند طلوع الفجر فدخل المسجد فرأى في أهله خفة فأمر بأخذ الأبواب على من فيه، ثم دعاهم رجلاً رجلاً، يقول للرجل: ألك زوجة؟ فيقول: لا، فيقول: زوجوه؛ ألك خادم؟ فيقول: لا، فيقول: اخدموه؛ أحججت؟ فيقول: لا، [فيقول «١» ] : أحجوه؛ أعليك دين؟ فيقول: نعم، فيقول: اقضوا دينه، فأقام المسجد بعد ذلك دهراً عامراً ثم الى اليوم.
وأمر عبد العزيز المذكور برفع سقف الجامع وكان مطأطأ في سنه تسع وثمانين «٢» ، ثم إن قرة بن شريك العبسي بن قيس عيلان هدمه في مستهل سنة اثنتين وتسعين بأمر الوليد بن عبد الملك بن مروان، وقرة أمير على مصر من قبله، وابتدأ في بنائه في شعبان من السنة المذكورة، وجعل على بنائه يحبى بن حنظلة مولى بنى عامر ابن لؤي، وكانوا يجمعون الجمعة في قيسارية العسل حتى فرغ من بنائه في رمضان سنة ثلاث وتسعين ونصب المنبر الجديد في سنة أربع وتسعين ونزع المنبر الذي كان في المسجد؛ وذكر أن عمرو بن العاص كان جعله فيه.
قلت: ولعله كان وضعه بعد وفاة عمر بن الخطاب، فإنه كان منعه حسبما ذكرناه؛ وقيل: هو منبر عبد العزيز بن مروان.
وذكر أنه حمل إليه من بعض كنائس مصر. وذكر أن زكريا بن مرقى «٣» ملك النوبة أهداه إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح وبعث معه نجارا يسمّى «بقطر» حتى