للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا عبد الملك أبو عامر العَقَديّ وأبو حُذيفة موسى بن مسعود قالا: أخبرنا زُهير بن محمّد قال: وأخبرنا عبد الله بن جعفر الرّقيّ قال: أخبرنا عُبيد الله بن عمرو جميعًا عن عبد الله بن محمّد بن عَقيل عن حمزة بن صُهيب عن أبيه أنه كان يُكنى أبا يحيَى ويقول إنّه من العرب ويُطْعِمُ الطعامَ الكثيرَ، فقال له عمر بن الخطّاب: يا صُهيب ما لك تُكنى أبا يحيَى وليس لك ولدٌ وتقول إنّك من العرب وأنت رجل من الروم وتُطْعِمُ الطعامَ الكثير وذلك سَرَفٌ في المال؟ فقال صُهيب: إنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كنانى أبا يحيَى، وأمّا قولك في النّسب وادّعائى إلى العرب فإنى رجل من النمر بن قاسط من أهل الموصل ولكن سُبِيتُ، سَبَتْنى الرومُ غلامًا صغيرًا بعد أن عَقَلْتُ أهلى وقومى وعرفتُ نسبى، وأمّا قولك في الطعام وإسرافى فيه فإنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كان يقول إنّ خِيارَكُمْ مَنْ أطْعَمَ الطَّعامَ ورَدّ السلامَ، فذلك الذي يحملنى على أن أطْعِمَ الطّعام (١).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن أبي عُبيدة عن أبيه قال عمّار بن ياسر: لقيتُ صُهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فيها فقلت: ما تريد؟ فقال لي: ما تريد أنت؟ فقلت: أردتُ أن أدخل على محمّد فأسْمَعَ كلامه، قال: وأنا أريد ذلك. قال فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا، ثمّ مكثنا يومنا على ذلك حتى أمسينا، ثمّ خرجنا ونحن مُستخفون، فكان إسلام عَمّار وصُهيب بعد بضعةٍ وثلاثين رجلًا (٢).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا معاوية بن عبد الرّحمن بن أبي مُزَرّد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزُّبير قال: كان صُهيب بن سنان من المستضعَفين من المؤمنين الذين كانوا يعذَّبون في الله بمكّة (٣).

قال: أخبرنا هَوذة بن خليفة قال: أخبرنا عوف عن أبي عثمان النّهْديّ قال: بلغنى أنّ صُهيبًا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له أهل مكّة: أتَيْتَنا ها هنا صُعْلوكًا


(١) أنساب الأشراف ج ١ ص ١٨٢، وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٢٥.
(٢) أورده البلاذرى في أنساب الأشراف ج ١ ص ١٥٨ نقلا عن ابن سعد، وانظر مختصر تاريخ دمشق ج ١١ ص ١١٣.
(٣) أنساب الأشراف ج ١ ص ٣٨١ نقلا عن ابن سعد، ومختصر تاريخ دمشق ج ١١ ص ١١٤.