للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وعثمان لأمّ ولد، وأميّة ومريم وأمّهما هند بنت عبد الله بن الحارث من بنى أسد بن خُزيمة، وصَفيّة لأمّ ولد، ويتعادّ ولد الأرقم إلى بضعةٍ وعشرين إنسانًا وكلّهم ولد عثمان بن الأرقم وبعضهم بالشأم وقعوا إليها منذ سنين.

وأمّا ولد عُبيد الله بن الأرقم فانقرضوا فلم يبقَ منهم أحد.

قال: أخبرنا محمّد بن عِمْران بن هند بن عبد الله بن عثمان بن الأرقم بن أبى الأرقم المخزوميّ قال: أخبرني أبى عن يحيَى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال: سمعتُ جدّى عثمان بن الأرقم يقول: أنا ابن سبعةٍ في الإسلام أسْلَمَ أبى سابعَ سبعة وكانت داره بمكّة على الصفا وهي الدار التي كان النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يكون فيها في أوّل الإسلام، وفيها دَعَا النّاس إلى الإسلام، وأسلم فيها قوم كثير، وقال ليلة الاثنين فيها: اللهُمّ أعِزّ الإسلام بأحبّ الرّجلين إليك عمر بن الخطّاب أو عَمرو بن هشام. فجاء عمر بن الخطّاب من الغد بُكْرَةً فأسلم في دار الأرقم، وخرجوا منها فكبّروا وطافوا البيت ظاهرين، ودُعيت دار الأرقم دارَ الإسلام، وتصدّق بها الأرقم على ولده فَقَرَأتُ نسخةَ صَدَقَةِ الأرقم بداره: بسم الله الرّحمن الرحيم، هذا ما قضى الأرقم في ربعه ما حاز الصّفا إنّها مُحَرّمةٌ بمكانها من الحرم لا تُباعُ ولا تورث، شَهِدَ هشام بن العاص وفلان مولى هشام بن العاص.

قال: فلم تزل هذه الدار صدقةً قائمةً فيها وَلَدُه يسكنون ويُؤاجِرون ويَأخُذون عليها حتَّى كان زمن أبى جعفر.

قال محمّد بن عمران: فأخبرنى أبى عن يحيَى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال: إنى لأعلَمُ اليومَ الّذى وقعت في نفس أبى جعفر، إنّه لَيَسْعى بين الصّفا والمَرْوَة في حجّة حجّها ونحن على ظهر الدار في فُسْطاطٍ فيَمُرّ تحتنا لو أشاءُ أن آخُذَ قلنسوةً عليه لأخَذتها وإنّه ليَنْظرُ إلينا من حين يهبط بطن الوادى حتَّى يصعد إلى الصّفَا، فلمّا خرج محمَّد بن عبد الله بن حسن بالمدينة كان عبد الله بن عثمان بن الأرقم ممّن تابَعَه ولم يخرج معه، فتعلّق عليه أبو جعفر بذلك فكتب إلى عامله بالمدينة أن يحبسه ويطرحه في حديد، ثمّ بعث رجلًا من أهل الكوفة يقال له شهاب بن عبد رَبّ وكتب معه إلى عامل المدينة أن يفعل ما يأمره به، فدخل شهاب على عبد الله بن عثمان الحَبْسَ وهو شيخ كبير ابن بضعٍ وثمانين سنة وقد