للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ثمّ أفْسَدَتْهم خزاعةُ ودعوهم إلى اليمن وزيّنوا لهم ذلك وقالوا: أنْتُم لا يُغْسَلُ عنكم ذكرُ الروم إلّا أن تدّعوا أنّكم من غسّان. فانتموا إلى غسّان بعدُ (١).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا عبد الله بن أبي عُبيدة بن محمّد بن عمّار بن ياسر عن أبيه قال: قال عمّار بن ياسر: لقيتُ صُهيب بن سِنان على باب دار الأرقم ورسولُ الله فيها، فقلتُ له: ما تريد؟ قال لي: ما تريد أنت؟ فقلت: أردتُ أن أدخل على محمّد فأسمعَ كلامه، قال: وأنا أريد ذلك. فدخلنا عليه فعَرَضَ علينا الإسلام فأسلمنا، ثمّ مكثنا يومنا على ذلك حتَّى أمسينا، ثمّ خرجنا ونحن مستخفون. فكان إسلام عمّار وصُهيب بعد بضعة وثلاثين رجلًا (٢).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا معاوية بن عبد الرّحمن بن أبي مزرّد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزُّبير قال: كان عمّار بن ياسر من المستضعفين الذين يعذَّبون بمكّة ليرجع عن دينه. قال محمّد بن عمر: والمستضعفون قوم لا عشائر لهم بمكّة وليست لهم منعة ولا قوّة، فكانت قريش تعذبهم في الرَّمْضَاءِ بأنْصاف النّهار ليرجعوا عن دينهم.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عثمان بن محمّد عن عبد الحكيم بن صُهيب عن عمر بن الحكم قال: كان عمّار بن ياسر يعذَّب حتَّى لا يدرى ما يقول، وكان صُهيب يعذَّب حتَّى لا يدرى ما يقول، وكان أبو فكيهة يعذَّب حتَّى لا يدرى ما يقول، وبلال وعامر بن فُهيرة وقوم من المسلمين، وفيهم نزلت هذه الآية: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} (٣) [سورة النحل: ٤١].

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني عثمان بن محمّد عن الحارث بن الفضل عن محمّد بن كعب القُرَظيّ قال: أخبرني من رأى عمّار بن ياسر متجرّدًا


(١) أورده المزى في تهذيب الكمال ج ٢١ ص ٢١٨ نقلا عن ابن سعد. وقد تحرف فيه "عِكَبّ" في بيت الشعر المذكور إلى "عِكّبٍ" وهو غير صحيح عروضيا - والبيت من الوافر. ولدى ابن دريد في الاشتقاق ص ٣٣٧ ". . . ومنهم بنو عِكَبٍّ" وعِكَبٌّ: فِعَلٌّ".
(٢) أورده البلاذرى في أنساب الأشراف ج ١ ص ١٥٨ نقلا عن ابن سعد.
(٣) الخبر أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٤٠٩.