للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: أخبرنا موسى بن قيس الحضرمى عن سلمة بن كُهَيل قال: قال عمّار بن ياسر يومَ صفّين: الجنَّة تحتَ البارقة، الظّمْآنُ قد يَرِدُ الماءَ الماءُ مَوْرُودٌ، اليومَ ألْقَى الأحِبّةَ (١) محمّدًا وحِزْبه، والله لو ضربونا حتَّى يُبلّغونا سعفات هَجَرَ لعلمتُ أنّا على حقّ وأنّهم على باطل، والله لقد قاتلتُ بهذه الرّاية ثلاث مرّات مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وما هذه المرّة بأبَرّهنّ ولا أتْقَاهُنّ (٢).

قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح قال: أخبرنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبى البَخْترى قال: قال عمّار يومَ صفّين: ائتُونى بشرْبة لَبَنٍ فإنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال لي إنّ آخرَ شَرْبَة تَشْرَبها من الدنيا شربةُ لَبَنٍ. فأُتىَ بلبن فشربه ثمّ تقدّم فقُتل (٣).

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين أخبرنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي البَخْتريّ قال: أُتى عمّار يومئذ بلَبَنٍ فضحك وقال: قال لي رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إنّ آخِرَ شَرابٍ تشربُه لَبَنٌ حتَّى تموت.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني يعقوب بن عبد الله القُمّيّ عن جعفر بن أبى المغيرة عن سعيد بن عبد الرّحمن بن أبْزى عن أبيه عن عمّار بن ياسر أنّه قال وهو يسير إلى صفّين على شطّ الفرات: اللهمّ إنّهُ لَوْ أعْلَمُ أنّه أرضى لك عنى أنْ أرمى بنفسى من هذا الجبل فأتَرَدّى فأسْقُطَ فعلتُ، ولو أعلمُ أنّه أرضى لك عنى أنْ أوقد نارًا عظيمة فأقعَ فيها فعلتُ، اللهُمّ لو أعلم أنّه أرضى لك عنّى أنْ ألقىَ نفسى في الماء فأُغْرِقَ نفسى فعلتُ، فإنى لا أُقاتل إلّا أريد وَجهك، وأنا أرجو أنْ لا تُخَيّبَنى، وأنا أريدُ وَجْهَكَ.


(١) في متن ل "الظمآن قد يرد الماء المأمور وذا اليوم ألقى الأحبة. . ." وبعد أن ذكر ساخاو بالهامش فروق النسخ -وهي بعيدة عن المراد- قال: والأوضح "يَرِدُ الماءَ مورودٌ اليومَ". والمثبت هنا روايتا: ت، ث.
(٢) في متن ل "ولا أنقاهن" وبالهامش: الرواية أصلا "انقلهن" دون نقط ما قبل القاف فمن الممكن إذن قراءة أنقاهن. والمثبت هنا رواية ث وورد في ت "بأبرهم ولا أتقاهم".
(٣) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٤٢٥.